17 - 07 - 2024

عجايب غراب أبيض | ابتسامة "ماما سلوى" لذا لزم التنويه

عجايب غراب أبيض | ابتسامة

صاح "الغراب الأبيض" الأسبوع الماضي "كاك" منبها للإبقاء لليوم على نصب "صخرة ديان" بشمال سيناء الذي يخلد ويحتفى بذكرى طيارين إسرائيليين اعتدوا على مصر الآمنة وقتلوا أهلها. وبعدها عاد ليتذكر كيف كانت صور مذيعة الأطفال بالتلفزيون المصري العربي "سلوى حجازي" معلقة بملايين شباييك البيوت بطول البلاد وعرضها فوق زجاج معتم باللون الأزرق، لعل العتمة تنجي من جرائم هؤلاء الطيارين. يفتح الأطفال أعينهم صباحا ويغلقونها عند النوم على ابتسامتها.

وحتى لاينسنيا توالي جرائم الصهيونية وحلفائها من ساسة وعسكريين ورجال أعمال وصناع سلاح أمريكيين وغيرهم، ننوه إلى أن استشهاد "سلوى" ذات الوجه الملائكي والصوت الحنون، والتي كانت بمثابة أم ثانية لملايين أطفال مصر، كان في سيناء أيضا. وكيف ننسى أيضا نصائح الأمهات لأطفالهم في هذه السنوات بألا يلمسوا أي لعب مغرية المظهر غادرة مفخخة تلقيها طائرات العدو على المزارع بالريف أو شوارع المدن؟، فاستشهد وأصيب بالجراح والتشوهات بينهم العشرات. 

يوم 21 فبراير 1973 والعمليات العسكرية متوقفة تماما منذ مبادرة "روجرز" 1970  بين مصر وجيش الاحتلال والعدوان والإبادة، أسقطت طائرتان إسرائيليتان أمريكيتا الصنع من طراز"فانتوم" طائرة الخطوط الجوية المدنية الليبية خلال رحلتها رقم 114 من بنغازي إلى القاهرة حين ضلت طريقها نتيجة عاصفة صحراوية. وكانت حصيلة الشهداء 108 إنسانا، بينهم "ماما سلوى".

في البداية أنكرت تل أبيب، ثم عادت واعترفت بأن رئيس الأركان وقتها "ديفيد بن أليعازر"، هو الذي أعطي التعليمات بضرب الطائرة المدنية. ولكن الأرشيفات تحتفظ منذ الخطوة الأولى على طريق "كامب ديفيد" الرئيس "السادات" لصور صداقة حميمية وضاحكة مع صديقه "بن إليعازر". وتماما كما تحتفظ بمقالات لكتاب وصحفيين تفيد باستداج الطائرة عمدا لاسقاطها فوق سيناء، ومن بينها مقال لإحسان عبد القدوس رئيس تحرير "أخبار اليوم" في صفحتها الأولى بعدد 3 مارس 1973.

ولأن هناك من تعمدوا أن ينسونا "سلوى حجازي" والأطفال الضحايا لليوم، بينما مازالوا يقومون بحراسة ذكرى قتلتها وقتلتهم، لذا لزم التنويه. 

وعجايب!
------------------------
بقلم: كارم يحيى

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كوباية شاي وشقة طعمية